الفقيه الإمام العلامة أبو عثمان سيدي سعيد بن أحمد المُقْرِي, مفتي تلمسان
كان رحمه الله إماما في العلوم اقام مفتيا بتلمسان ستين سنة، أخذ عن شيوخ فاس كابن الونشريسي و الزقاق و غيرهم، و أخذ عنه جماعة كأحمد ابن القاضي، و سعيد قدورة و ابن أخيه ابو العباس المقري مؤلف "نفح الطيب" و كان يحدث عن عمه صاحب الترجمة بكرامات منها: أنه لما أراد أن يخرج من تلمسان قال له عمه: إنك ستنال الفتوى و الخطابة بجامع القرويين خمسة أعوام و خمسة أشهر، فكان الأمر كذلك، ولد قبل الثلاثين و تسع مئة، و توفي سنة عشرة و ألف (1010). قال الونشريسي : القاضي الشهير الإمام العالم أبو عبد الله محمد بن محمد المقري التلمساني المولد و المنشا الفاسي المسكن كان رحمه الله تعالى عالما عاملا ظريفا نبيها ذكيا نبيلا متيقظا جزلا محصلا انتهى.
فمن خطبة أبي عثمان سعيد المُقْرِي : " الحمد الله الذي افتتح بفاتحة الكتاب سورة البقرة ليصطفي من آل عمران رجالا و نساء و فضلهم تفصيلا و مدة مائدة أنعامه ورزقه ليعرف أعزاف أنفال كرمه و حقه على أهل التوبة و جعل ليونس في بطن الحوت سبيلا، و نجى هود من كربه و حزنه، كما خلص يوسف من سجنه و جبه، و سبح بحمده و يمنه، واتخذ الله إبراهيم خليلا، الذي جعل في حجر الحجر من النحل شرابا، نوع بإختلاف ألوانه، و أوحى إليه بخفي لطفه سبحانهن واتخذ منه كهفا. "
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire