jeudi 26 septembre 2013

قصيدة لـ"أبي الفضل الوليد بن طعمة" شاعر لبناني قالها عام 1939م رثاء الاندلس


                      



 قصيدة لـ"أبي الفضل الوليد بن طعمة" شاعر لبناني قالها عام 1939م 

رثاء الاندلس


يا أرض أندلس الخـضـراء حينـا   ***  لعل روح من الحمراء تحينا

عادة إلي أهلها تشتاق فتيتها  *** فأسمعت من غنا الحب تحلينا

كانت لنا , فعنت تحت السيوف لهم*** لكن حاضرها رسم لماضينا

وفي عزنا اكتسبت منا فصورتنا ***محفوظة أبدآ فيها تعزينا

في البرتغال وأسبانيا ازدهرت آدابنا  *** وسمت دهرآ مبانينا

وفي صقيلية الآثار ما برحت  *** تبكي التمدن حينا والعلا حنينا

كم من قصور وجنات مزخرفة  *** فيها الفنون جمعناها أفانينا

وكم صروح وأبراج ممردة  *** زدنا الملك توطيدآ وتمكينا

وكم مساجد أعلينا مآذنها    *** فاطلعت أنجمآ منها معالينا

تلك البلاد استمدت من حضارتنا  *** ما أبدعته وأولته أيدينا

فيها النفائس جاءت من صناعتنا  *** ومن زراعتنا صارت بساتينا

فأجدبت بعدنا واستوحشت زمنآ  *** تصبوا إلينا وتبكي من ثنائينا

أيام كانت قصور الملك عالية  *** كان الفرنج إلي الغابات أوينا

وحين كنا نجر الخز أرديت  *** كانوا يسيرون في الأسواق عارينا

جاءت من الملأ الأعلى قصائدنا  *** والروم قد أخذوا عنا قوافينا

لم يعرفوا العلم إلا من مدارسنا *** ولا الفروسية إلا من مجارينا

أعلى الممالك داستها جحافلنا *** وسرحت خيلنا فيها سراحيلا

تلك الجياد بأبطال الوغى *** قطعت جبال برناتا وانقضت شواهينا

في أرض أفرنست القصوى *** لها أثر قد زاده الدهر أيضاح وتبينا

داست حوافرها ثلجآ كما وطئت رملآ *** وخاضت عبابآ في مغازينا

كسرى وقيصر قد فرت جيوشهما *** للمرزبان وللبطريق شاكينا

حيث العمامة بالتيجان مرزية *** من يوم يرموك حتى يوم حطينا

وللعروش طواف بالسرير *** إذا قام الخليفة يعطر للناس تأمينا

بعد الخلافة ضاعت أرض أندلس *** وما وفا العرب الدنيا ولا الدينا 

وا لملك أصبح دعوى في طوائفهم *** واستمسكوا بعُرى اللذات غاوينا

كل طائفة قد بايعت ملكا ***لم يلفَ من غارة الإسبان تحصينا

وهكذا يفقد السلطان هيبته *** إن أكثر الناس بالفوضى السلاطينا

تلك المساجد صارت للعِدى بيَعًا *** بعد الأئمة لا تهوى الرهابينا

هل ترجعن لنا يا عهد قرطبة *** فكيف نبكي وقد جفت مآقينا

ما كان أعظمها للملك عاصمة *** وكان أكثرها للعلم تلقينا

لم يبق منها ومن مُلكٍ ومن دولٍ *** إلا رسوم وأطياف تُباكينا

والدهر مازال في آثار نعمتها *** يروي حديثًا به يشجو أعادينا

أين الملوك بنو مروان ساستها *** يصحون قاضينا ويسمون غازينا

وأين أبناءُ عبّادٍ ورونقهم *** وهم أواخر نورٍ في دياجينا

يأيها المسجد العاني بقرطبةٍ *** هلاّ تذكرك الأجراس تأذينا

تلك القصور من الزهراء طامسةٌ *** وبالتذكر نبنيها وتبنتينا

على الممالك منها أشرفت شُرَفٌ *** والمُلك يعشق تشييدًا وتزينًا

وعبد رحمانها يلهو بزُخرُفِها *** والفن يجمع فيها الهند والصينا

كانت حقيقة سلطان ومقدرةٌ *** فأصبحت في البِلى وهمًا وتخمينًا

عمائم العُرب الأمجاد ما برحت *** على المطارف بالتمثيل تُصبينا

وفي المحاريب أشباحٌ تلوح لنا *** وفي المنابر أصواتٌ تُنادينا

يا برق طالع قصورًا أهلها رحلوا*** وحي أجداث أبطالٍ مُنيخينا

أهكذا كانت الحمراء موحشةً *** إذ كُنتَ تَرقُبُ أفواج المغنينا

وللبرود حفيفٌ فوق مرمرها *** وقد تطوع منها مسك دارينا

ويا غمام افتقد جنات مُرسيةٍ *** ورد من زهرها وردًا ونسرينا

وأمطر النخل والزيتون غاديةً *** والتوت والكرم والرمان والتينا

أوصيك خيرًا بأشجارٍ مباركةٍ *** لأنها كلها من غرس أيدينا

كنا الملوك وكان الكون مملكة *** فكيف بتنا المماليك المساكينا

وفي رقاب العِدى انفلت صوارمنا *** واليوم قد نزعوا منا السكاكينا




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

En 1904, le mariage du célèbre prisonnier politique, le Prince d'Annam, à Alger

 En 1904, le mariage du célèbre prisonnier politique, le Prince d'Annam, à Alger : Le 2 août 1884, à l'âge de 13 ans, le jeune Ham N...